الزرار الخامس البعيد عن العنق ..
يتذمر .. يشتم المدن الأربعة ..
يهجو المسافة ويرثي نفسه .. كالمنبوذ كالمنسيّ ..
لا تواسيه شفقة الأنامل ..
بين الشهر والشهر لمسة حانية ..
لا يُرى و رغم ذلگ يختبئ .. لا يهمس بكلمة ..
ولا ينادي .. حرام في شريعته أن ينادي ..
يُذنِب فيَكتب .. فيَنسِب أحرفه للخَيال ..
كيلا ينادي .. كيلا يُعاقب ..
يسلو بنقطة .. ويَسعَد بنظرة ..
من البعيد يُنصِت لحديث الساعة ..
لغناء السادسة ..
هو الفقير ..
الذي لا يستطيع الوصول للساعة ..
هو فقط ،،
يستمتع بالحياة ،، بآماله وآلامه ..
يقيناً يعلم أنّه الخامس .. آخر الأدوار ..
عليه أن ينتظر .. عليه أن يظفر ..عليه أن يصبر ..
فـ تحت رحمة الصّبر ،، عذابه أمانيه ..
هو اليتيم ..
الذي قبّلته ذات يوم .. أم جاره الطفل ..
فبكى وناداها سراً .. أمي .. دون أن تدري ..
فرح بذلگ ..
ثم ذكرته الحياة .. أنت الخامس ..
فأغشي عليه وجعاً ..
وحين أفاق ..
وجد كفيه متشبّثة ،، بالعنق ..
كاد أن يهلگ .. لولا أّن الليل حلّ ..
فقرّبته نحو العنق ..
ثم همست له .. " لا تعبئ ياصغيري "
أنت زراري الوحيد .. فأنا أحبگ ..